حرب الفجار ، هي حرب من بين سلاسل الحروب في شبه الجزيرة العربية بين القبائل العربية في الفترة ما قبل ظهور الإسلام فيما تُعرف بـ(العصور الجاهلي) و تحديد قبل مولد النبي (عليه الصلاة و السلام) بـ20 عام طبقا لأقوال المؤرخين، و هذه المرة بين قبيلة عبس و قبيلة كنانة.
و قد سُميت هذه الحرب بهذه الاسم ، بسبب ما قام به الطرفان من استحلال الأشهر الحرم و قطع العلاقات و الصلات بينهم.
سبب وقوع حرب الفجار
وقعت الحرب بعد مقتل عروة بن عتبة العبسي على يد البراض بن قيس بن رافع الكناني، و ذلك بعدما أمرهما النعمان بن المنذر أن يسوقا قافلته التجارية في سوق عقاظ، و خلال مسيرتهما نحو السوق ، انقض عروة على البراض و قتله، ثم ساق القافلة نحو السوق وحده. و بعدها قام بالبراض بإرسال إلى قبيلته يبلغهم فيها بما قام به و يحذرهم من ردة فعل قبيلة كنانة على مقتل أحد رجالها.
بعد علم قبيلة عبس بما حدث أعلنت حربها ضد قبيلة كنانة ،فاحتمت قبيلة كنانة بحرم الكعبة المشرفة، و كان القتال في الحرم محرماً. و بعدها تواعدا الفريقان بالقتال في العام المقبل في سوق عكاظ كما قالت عكاظ : “لن نترك دم عروة و موعدنا عكاظ في العام المقبل”.
إقرأ أيضا:قصة معركة مانيلامسار الحرب و نهايتها
في العام التالي وقع القتال المنتظر و المهيأ له من قبل الطرفين، و رغم وقوع الحرب في الأشهر الحرم التي حُرم فيها القتال و رغم ذلك اشتد القتال، لذلك سميت هذه الحرب بـ(حرب الفجار).
كانت المعركة على هيئة جولات متفرقة حيث استمرت الحرب لمدة جاوزت الستة أعوام ، فكانت الغلبة في الجولة الأولى لقبيلة عبس ، فاضطرت قبيلة كنانة لطلب المدد من قبيلة قريش ومن بين المقاتلين من قبيلة قريش حمزة و العباس و الزبير أبناء عبد المطلب سيد قريش و جد النبي (صلى الله عليه و سلم). و استمرت الهجمات و المعارك من قبل الطرفين، تبتسم تارة لعبس و تارة أخرى لكنانة، كما كانت هنالك محاولات للصلح و حقن الدماء لكن باءت جميعاً بالفشل.
حتى أتى شاب قريشي يُدعى (عروة بن ربيعة) طالباً الصلح و السلم بين الطرفين و انصت له الفريقان المتصارعان ، فاقترح عروة على افتداء الضحايا بين الطرفين بفدية مقابل العفو عن القتلى لكل منهما، فوافق الطرفان على هذا الاقتراح.
إقرأ أيضا:تعرف على الحرب التي غيرت مسار الحرب العالمية الثانيةاجتمع الفريقان على حصر أعداد الضحايا ، فوجدت قبيلة عبس ضحاياها يزيدن عن الطرف الآخر بحوالي 20 رجلاً، فقام بعض سادة كنانة برهن أبنائهم حتى يدفعوا الدية.
و بذلك تكون قد وضعت هذه الحرب أوزارها بعد مشوار دامي استمرت لمدة ستة أعوام.